الجمعة، 11 يوليو 2014

رواية سلمى

سلمى وسليم

هي رواية قصيرة ؛ لا تتجاوز خمسا وسبعين صفحة . ألفها غازي عبد الرحمان القصيبي . صدرت سنة 2002 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر .
الرواية ص 71
     يهدي المؤلف روايته الى سلمى الصغيرة مضيفا : " شيئا من حكايات أمتها الكبيرة ... ما حكايات أمتها الكبيرة ؟
هي حكايات طريفة تخلط بين التاريخ والواقع ... بين الخيال والحقيقة ، بين الادب والسياسة والفكر والشعر بطلتها " سلمى " .
سلمى عجوز تصر على اقتناء مذياع جديد كل شهر  من ابنها سليم . فتارة يكون المذياع ألمانيا وتارة روسيا وأخرى يابانيا وأخرى هولنديا ... 
سلمى في هذه الحكايات تضع أقنعة متعددة كلها مستوحاة من تاريخ / واقع الأمة العربية . 

سلمى العجوز ؛ تلتقط إذاعة تتحدث عن الذكرى الخمسين لثورة يوليو ثم تغفو .. سلمى تتحول الى مديرة المخابرات العامة في دولة عبد الناصر ، تعرفه بالمؤمرة التي تحاك ضده وتنصحه ولكن لا يسمع ثم تقع الكارثة ؛ يتورط في حرب مع إسرائيل  لم يهيء  لها سلفا ! 
سلمى أيضا ، بين اليقظة والنوم ، تلتقط إذاعة تتكلم عن آخر الملوك المسلمين في الاندلس (أبي عبد الله الصغير) ... فتلعن المتكلم متهمة اياه بالجهل بحقيقة بطل كبير ؛ كانت سلمى الزوجة داهية مسكونة بحلم استعادة المجد العربي القديم على يد بني الاحمر ،  فوحدت بين الاخوين واقنعت زوجها بالتنسيق معهما ـ بدلا من الاسبان سبب البلاء ـ فهزم الاسبان وتم القضاء على سبب الفتنة بينهم ـ أم السلطان الصغير ...تغفو سلمى بعدما قررت أن الراديو الروسي أكذب الراديوهات 
تغفو سلمى وتصحو وتغفو فتكون زوجة ابي الطيب المتنبي وتنقل أسراره الدفينة في آخر لحظات حياته التي انتهت بطلب منه لزوجته ؛ أن تقتله ثم ترسل جثته مع العبد الى ساحة المعركة حتى لا يقال ترك ابنه في الساحة وحيدا !.  كان المتنبي ـ باعترافه ـ يحب زوجته أم المحسد وكان يطلب الخلافة لنفسه بأن يكون خليفة سيف الدولة ـ بمساعدة خولة ـ أو يحكم نصف مصر بدعم من كافور وبعد ذلك يعلنها علوية عربية دون سائر الملوك الارانب ... لا ينقل الراديو الا الاكاذيب عن موت المتنبي وعلاقته بخولة وقصيدة الضرطبة المنحولة ... ثم تغفو 
سلمى الان تستمع الى برنامج " نافذة على التاريخ " والحلقة عن سقوط بغداد . سلمى زوجة الخليفة المستعصم اللاهي العابث .. تدبر المكائد وتتحالف مع ركن الدين أمير الحشاشين في قلعة الموت ثم مع ماريا زوجة هولاكو فتهزم التتار وتدخل مقصورة الخليفة الضائع بين القيان محتقرة  "يا أمير المومنين ، انتصر جيشك على التتار . قم ! قم وتقبل تهنئة المسلمين بانتصارك العظيم "
ثم تكون سلمى زوجة صلاح الدين ، فتمكنه من قهر "قلب الاسد" بمكائدها وحيلها الانثوية في تقصي الأخبار ... 
ثم تكون سلمى محبوبة أمير الشعراء بعدما رست اصابعها على أغنية " سلوا كؤوس الطلا " لام كلثوم فتحكي قصتها مع غيرة ام كلثوم وعشق الامير أحمد شوقي  لها ووله محمد عبد الوهاب بها !
سلمى العجوز تسمع خبرا عن قصف غزة .. سلمى في زي نقيب في الجيش الاسرائيلي ، سلمى تسمع السفاح شارون يحكي عن همجية العرب و حضارة اسرائيل ... شارون في مؤتمر ، سلمى تتقرب منه وتطلب توقيعه وتقبيله ثم تنفجر فتتطاير الاشلاء منها و من الجنرال السفاح ..
تموت سلمى بالسكتة القلبية .. ولكن بقعا من الدم على ردائها وسريرها .. كانت كاتبة مولعة بالتاريخ ، كتبت سلسلة " مواقف حاسمة في التاريخ " كان التاريخ حبها الاول و الاخير ! اندهش الطبيب ولكن سليم ابنها فسر الامر بكون التاريخ هو الحاضر الوحيد !
سلمى أمة مفجوعة مضمخة بالدماء ... تاريخ يحكي الاما وفواجع ومآس وبطولات وحقائق وأكاذيب ... واقع دموي لا طعم فيه للبطولة ... واقع لم تنجب فيه سلمى ، في خريف عمرها المترجرج بين ماركات الراديو العالمية  غير " سليم " .. والسليم في لسان العرب : من لدغته الحية فسمي سليما  تفاؤلا بسلامته لأنه مشرف على الهلاك !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق